إنَ الإشكالَ اليَومَ في وَصفِ المَرءِ نَفسَهُ بــ"مُسلِم عِلْمَانِي" يُظهرُ عَدَمَ الفَهمِ للإسلامِ والفَهمِ للعِلمانيّةِ.. فَالإسلامُ هُو ليسَ اعتقادًا قلبيًا فحسب! وليسَ ثقافةً عِلميّةً باردة! وليسَ مُجردَ علمٍ لا يُبنى عَليهِ عَملٌ! إنهُ مَنهَجُ اللهِ -الذي لا يأتيهِ الباطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ ولا مِن خَلفِهِ-، إنهُ المَنهجُ الذي "يَتلقاهُ" المُسلمُ بالطَاعةِ والإنقيادِ لهُ وَحدهُ دونما سِواه {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.. فتَعريفُ الإسلامِ أنهُ هُو: "الإستِسلامُ للهِ وَحدَهُ دونما سِواهُ -يَشملُ ذلكَ الإستسلامَ لأحكامهِ بخضوعٍ ويقينٍ وذلٍ-، ولا يَكونُ الإسلامُ إسلامًا إلّا بأنْ يَكونَ الإستِسلامُ فيهِ للهِ وَحدهُ -وهذا هُو التَوحيدُ-، وأنْ يَكونَ اتباعُ مَنهجِ اللهِ وَحدهُ لا شريكَ لهُ، فإنْ كانَ مَنهجُ المرءِ مُختلطًا، فيهِ للهِ وَفيهِ لغَيرِ اللهِ.. كانتْ هذهِ هِي حَقيقةُ الشِركِ؛ التِي نَهى عَنها كافةُ الأنبياءِ والمُرسلينِ وأمَروا بضِدها مِنَ التَوحيدِ للهِ".

Теги других блогов: الإسلام العلمانية التوحيد